اجدابيا

ـ لقد أسهمت اجدابيا ـ كغيرها من مناطق البلاد ـ بدور عظيم في دحر الطغيان ، وصد الظالمين عن أرضنا .

فحمل رجالها ونساؤها وشيوخها وأطفالها معاولهم وآلاتهم في وجه المستعمر الغاشم بما قدر لهم من إمكانات ،وذادوا عن حياض وطنهم وخيبوا ظن جيش إيطاليا الفاشية الذي قدم بآلياته وأساطيله البربرية ظناً منه أن ليبيا ستكون نصيبه في القسمة التي قسمت الدويلات العربية بين بريطانيا وفرنسا ودولة موسوليني الباغية ، ليجعل مَقدمه فسحة يتفيأ خلالها في هذه الأرض الخصبة ، ولينعم أبناؤه بخيراتها اليانعة ولكن أبطالها المغاوير ورجالها الصناديد خاصة لملموا الصفوف ، ووحدوا الأدوار وأكملوا نضال عمر المختار في هذه البقعة لتتأسد قبائل اجدابيا ويكون لها الدور الأبرز في الجهاد ، وما صالح لطيوش وحمد العابدية وإبراهيم الفيل ورابح القبائلي إلا قليل من كثير قد يضيق بنا المجال عن ذكرهم وتعجز الذاكرة عن عرضهم ، نفر من مئات الشهداء المجاهدين الذين رووا هذه الأرض الطاهرة بدمائهم الزكية ، و اقتبرتهم أحضانها ليكونوا عبرة لأحفادهم ،وطليعة لبني وطنهم ، لبوا النداء ، وبذلوا النفوس ، وأبلوا البلاء الحسن فلهم منا الإجلال ومن الله أن يتقبلهم في الفردوس ينعمون.
ومن المعارك التي خلدها التاريخ ، وسجلت موقعها بمداد من ذهب ، ودارت رحاها في هذه البقعة الطاهرة :

1 – معركة أجدابيا الكبرى

قرر الفاشيون الزحف على اجدابيا، وجندوا قوة بقيادة الكولونيل (لاتيني) الوافد من قمينس بمحاذة الساحل إلى الزويتينة ، وما أن وصلت حتى واجهت هجوماً عنيفاً من المجاهدين الأبرار بتاريخ 11 فبراير1914 مما اضطرهم إلى إعادة الكرة من جديد في أبريل من نفس العام ، وتمكنوا من دخول اجدابيا يوم 15 أبريل 1914 بعد معركة عنيفة في المنطقة التي يسميها الإيطاليون ( الهضاب الحديدية ) .وتقول المصادر الإيطالية بأنه قتل من المجاهدين في هذه المعركة الشرسة ما يقارب من 150 مجاهداً ، ولم يهدأ للإيطاليين الغزاة بال في المكوث بهذه المدينة ( القاعدة الحربية ) بل اضطرهم الوطنيون إلى الجلاء عنها .

2- معركة بئر بلال

والتي تعرف بمعركة الكراهب لكثرة العربات فيها ، وتعدُّ من أهم المعارك غربيّ اجدابيا ، وأشدها ضراوة حيث اتجهت أكبر كتيبة من الأريتريين يقودها الجنرال ( مللي ) الذي وجد في نهاية المطاف من بين قتلاها ، وما أن وصلت الكتيبة الضحية إلى بئر بلال في 10/5/1923 حتى أمطرها المجاهدون بوابل من نيرانهم ، وأبادوا جزءاً منها فأعقبها العدو بكتيبة أخرى لمناصرتها بقيادة ( تلقر ) ، ولكنها هي الأخرى لقيت مصيرها المحتوم وتعدُّ هزيمة الجيش الإيطالي في معركة بئر بلال من أفدح الخسائر الإيطالية في المنطقة الشرقية بأسرها حسب مصادرها .

3 – معركة مرسى البريقة

وهي غداة المعركة السابقة ، وقد تجرع غزاتها من قبل مجاهدينا أشنع هزيمة، ويعدُّها المؤرخون وسابقتها من أهم المعارك التي جرت في منطقة الخليج ، ولقد ظلت ذكراها أحدوثة حية في نفوس الإيطاليين الذين ظل وجدانهم يرزح تحت ثقل هزيمة العظيمة .

4 – معركة بوجدارية

وتقع جنوب غرب اجدابيا حيث رابط مجاهدو القبائل عند جبال الهروج ، وواجهوا العدو في معركة ضارية عند هذه البئر في يوم 16/4/1923م.

5- معركة آبار الخرز

شرقي أنتلات قرب اجدابيا ، فقد واجه الإيطاليون بتاريخ 11/4/1923 أعنف مواجهة من المجاهدين في هذه الموقعة ، ويعدُّ هذا الموقع من أهم المواقع التي مكنت إيطاليا من السيطرة على جنوب بنغازي ودعم قواتها هناك .

6- معركة بيضافم في 28/4/1914

7 – معركة الحسيات بتاريخ 1/2/1928

8- معركة الرمصة بالزويتينة ، وهي من أهم المعارك التي لقن فيها المجاهدون إيطاليا درساً لا ينسى وكانت بتاريخ 20/4/1922

9 – معركة ساونو بتاريخ 18/6/1914 ومعركة بوقرباع بتاريخ 19/5/1923 ومعركة سيدي فرج بتاريخ 13/10/1914 ومعركة الأنقال بتاريخ 29/6/1914 ومعركة العقيلة في 7/10/1927 ومعركة بوهريشيمة ومعركة الكلازة الصفراء سنة 1925 ومعركة الكيروانة شمال اجدابيا ، ومعركة الغريدة ، ومعركة القطيفية بتاريخ 7/6/1914 ومعركة الحجيج جنوب اجدابيا وعرفت هذه المعركة بضراوتها باسم حجيج ( العقل ) أي أنه من يملك رشده ويتمالك عقله يقدم نفسه قرباناً لهذه الملحمة ، والتي يقال إنها لم ينجُ منها أي متطوع .

معارك فاقت العشرين معركة ومواقع استبسالية خاضها المجاهدون المنتمون إلى هذه البقعة الطاهرة فداءً لوطنهم ، ودفاعاً عن ذويهم ، وخلاصاًَ لأمتهم من كيد الغاشمين .

وقد ذكر العدو في مذكراته أن أعنف المواجهات لقيها من جبهات هذه المنطقة وجنودها الأشاوس ، فهنيئاً لهم الشهادة ونردد لهم قول ربنا سبحانه وتعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ًبل أحياء عند ربهم يرزقون ).

هذا السبب ضمن العديد من الاسباب يجعل ابناء اجدابيا يحبونها و يدافعون عنها دائما ....اجدابيوني دائما اجدابيوني.
لك شوق كبير ياجدابيا وان شالله نردوا نلقوك متغيرة للافضل.
شكرا على الموضوع القيم.