بقلم / سامي حمدان

إن هذا قول غليظ
منك يا عجبت أقول مريض
آخر الناس يفيض
لو رأيت العصفور يلفو
نحو الرزق يهفو
لو رأيت الشجر يحنو
يطلب الشمس يجلو
لو رأيت الأرض تجفو
لو أن الماء يطفو
اذهب يا آخر الناس ودافع
فالحياة ليست للمدامع
ايقظ الليث وعانق النجم
فأنت في وجه المدافع
هذا الماضي ليس براجع
هذا الماضي لن تصارع
وهذا المؤمل ليس بقانع
وهذا المؤمل كله مواجع
فيا اخي ليس لك إلا لحظة
أنت فيها حاضر سامع
ابني فيها وطن كله للناس جامع
فمن تيقظ أيقظ الناس الضوائع
أرض يبست تنتظر الماء المائع
احصد ما تزرع فأنت الهمام الزارع
لو كان خيرا سيكون في الأرض قابع
ولو كان شرا سترسم في النار شارع
أخي يا حبيبي
أقبل قبل الرحيل واصنع علم في التاريخ ساطع
وابذل الجهد الجسيم إن الحياة لا تصانع
في ليالي الصمت تهتز الرياحين
يعشق القمر إنسان مسكين
يسليه نجوم الليل الحزين
وتبسم في وجه العمر السنين
قد كان ينوي حلماً جنين
أغراه بالأهواء لها طنين
لم يعرف أن الناس مخادعين
وأن المنى كذبة الحنين
وقف حارس للفكر من السارقين
أمضى شبابه في لعبة المجانين
كتبت أقلامه أنوار الحالمين
مات القلم ولم يسأل أحد من العالمين
أللصبر أنفاس فما أصبر الحائرين
يعقوب رآه من المتجملين
فارتد بصيراً لما رأى الفرج المبين
هكذا الحياة سر دفين
قال الله اصبر وكفى بنا حاسبين
إذن سأصبر فأنا إنسان وقرين
وما كل أمنية تكون لها من الفائزين
فحكم الله سابق وأنا من الشاكرين